top of page

هل تبدأ العطلة بانتهاء العام الدراسي؟ أم أنها مجرد امتداد لنظام تعليمي مرهق؟

يُفترض ،مع انتهاء العام الدراسي، أن يحظى التلميذ بفترة من الراحة والاسترخاء، ولكن الواقع يبدو بعيدا عن هذه الصورة المثالية. بدلا من أن تكون العطلة فسحة لاستعادة النشاط والتفاعل الإنساني، تتحول إلى امتداد للضغط المدرسي، حيث يجد الطفل نفسه في مسار جديد من الالتزامات: تحضير مسبق لدروس المستوى الموالي ، دوراتٌ مكثفة في اللغات، وتدريبات علمية وتقنية لا تقل صرامة عن البرنامج الدراسي نفسه.


نهاية العام.. وبداية التزام جديد؟

يتخيل الكثيرون أن انتهاء العام الدراسي يعني التحرر من الواجبات، لكن النظام التعليمي الحالي لا يُتيح للتلميذ فرصة للتنفس. فالمناهج، التي غالبا ما تكون غير كافية لصقل المهارات الأساسية داخل الفصل الدراسي، تدفع العائلات إلى البحث عن حلول خارج المدرسة، فتتحول العطلة إلى فرصة لتعويض النقص بدلا من أن تكون فسحة للراحة والتجربة. هذه المعضلة تجعل الطفل أسيرا لجدول زمني يمتد طوال العام، دون وجود فترة حقيقية للاستراحة.


دروس خصوصية: دعم أم استنزاف؟

في كثير من الأحيان، لم يعد اللجوء إلى الدروس الخصوصية خيارا يُترك لاحتياجات التلميذ الفردية، بل أصبح جزء لا يتجزأ من النظام غير الرسمي للتعليم. تُقبل العائلات على هذه الدروس بدافع الخوف من التأخر الدراسي ، فتحاول سدّ الفجوة التي يتركها النظام المدرسي. لكن ما يغيب عن الأذهان هو أن هذا النهج يُضاعف ضغط التلميذ، حيث تنتقل معه حالة الإجهاد من الفصل الدراسي إلى فضاءات أخرى تُشبهه في نظامها الصارم.


بين تطلعات العائلة وضغط المجتمع

العائلات، بحسن نية، تسعى لجعل أبنائها متفوقين في بيئة تتزايد فيها معايير النجاح باستمرار. فالطفل اليوم لا يُطالب فقط بتحقيق نتائج دراسية جيدة، بل يُفترض منه إجادة أكثر من لغة، الإلمام بمهارات تقنية متقدمة، وحتى الانخراط في تدريبات علمية مثل البرمجيات والروبوتيك. هذا السباق المتواصل يخلق بيئة تُشبه "ماراثون الإنجاز" الذي لا يترك مجالًا للتجربة العفوية أو الاستراحة النفسية.


أين موقع الترفيه والتجارب الإنسانية؟

في خضم هذا السباق ، تغيب الأنشطة التي تُعزز التفاعل الاجتماعي وتُرسّخ القيم، سواء عبر التجارب الحياتية أو المشاركة في الأنشطة الجمعياتية. فالطفل الذي يُمضي وقته بين الكتب والدورات التدريبية يفقد فرصة التفاعل الحرّ، مما قد يُؤثر على نموه العاطفي والاجتماعي. العطلة لا ينبغي أن تكون مجرد وقت إضافي للتحصيل العلمي، بل يجب أن تتضمن لحظات من الاستمتاع، التفاعل، والبحث عن تجارب تُثري شخصية الطفل وتُنمّي إحساسه بالبيئة المحيطة به.


نحو إعادة النظر في مفهوم العطلة

إعادة صياغة مفهوم العطلة تبدأ من المدرسة نفسها. ينبغي أن يكون الزمن المدرسي مُصممًا بشكل يضمن تقديم المعرفة الأساسية داخل الفصل الدراسي، دون الحاجة إلى تعويض خارجي. كما ينبغي أن تدرك العائلات أن التلميذ يحتاج إلى أكثر من التحصيل الأكاديمي ليحقق توازنا نفسيا واجتماعيا سليما.


إذن، هل انتهى العام الدراسي؟ نعم، رسميًا. لكن هل بدأت العطلة فعلًا؟ بالنسبة لكثير من التلاميذ، الإجابة ما تزال معلّقة بين ضغط الإنجاز ومتطلبات المجتمع.



Bình luận

Đã xếp hạng 0/5 sao.
Chưa có xếp hạng

Thêm điểm xếp hạng
bottom of page