
المشموم
- Habib ouja
- 9 يونيو
- 1 دقيقة قراءة
في أحد أركان شارع الحبيب بورقيبة بحومة السوق، تنتصب منذ عقود طاولات صنع وبيع المشموم، محافظةً على حضورها حتى اليوم. هنا، يجد عشاق الفل والياسمين من أهل الجزيرة وزوارها ما يكمل أجواء أمسيات الصيف، حيث لا تكتمل السهرات دون مشموم يزين أذن الرجال، سواء في المقاهي، أو مدرجات العروض الفنية، أو حتى في "محافل" الطبالة التي تضفي على الليالي نكهة خاصة.
يُصنع المشموم من أعواد نبات الحَلْفَاء، تُجمع وتُربط بخيط، ثم تُرصّ عليها زهرات الياسمين أو الفل بطريقة مدروسة ومنتظمة، قبل أن تتفتح وتفوح بعطرها المميز. أما الزهرات، فيحصل عليها صانعو المشموم من الأطفال الذين يقضون فصل الصيف في جمعها، ليكسبوا منها دخلاً يساعدهم في تغطية مصاريف دراستهم.
وقد اشتهرت بعض العائلات في حومة السوق بهذه الحرفة منذ القدم، مثل عائلتي المجبري والمانع، حيث برز بعض أفرادها على المستوى الوطني والعالمي، ومن بينهم عنان ولسعد المانع، اللذان كرّسا جهودهما للحفاظ على هذا التقليد العريق ونقله إلى الأجيال القادمة.
Bravo