النوات في الصيد التقليدي في جربة

اوكد مستلزمات البحار الحكيم ضبط حساب النوات والملية والنزحة. وذلك مجال معرفة يسمى الانواء  تتناقله الاجيال ينبئ بحالة الجو حسب حركة النجوم والكواكب وتتعدد الحاجة اليه من انشطة الفلاحة البرية والصيد البحري والسفر وحتى اقامة الاحتفالاتظهر الاهتمام به مبكرا وأولاه  العرب عناية قصوى فكانوا يتابعون بشغف طلوع نجوم الخير سهيل والشعرى اليمانية.في جربة مثل بقية المناطق التي تعتمد على الفلاحة والصيد التقليديين  يتابع البحارة بتركيز وبذاكرة قوية تحوّل منازل القمر للتعرف على مواقيت المد والجزر وكذلك تبدل الاشهر حسب التقويم العجمي الفلاحي للتعرف على ما يسمونه النوات.الرايس نور الدين الحاج حسن واحد من هؤلاء البحارة الجرابة المتمسكين بطابع الصيد التقليدي وبمتابعة تقلبات الجو في البر والبحر .يُفصِّل الرايس نور الدين موضوع النوات بتدقيق عجيب يستعصى على كثير من الاكاديميين فيعرف النو بكونه مجموعة من العناصر تتمثل في المطر والرياح والحرارة.وهي عناصر متغيرة حسب وضعية الصحو او النو  وتتواتر على سطح الارض ثلاث نوات  أيام 07 و17 و27   من كل شهر من الاشهر العجمية(الفلاحية)  واكثر اشهر الانواء امطارا هو اكتوبر ويسمى شهر الحرث.يهيمن على سطح الارض حسب الذاكرة الفلاحية  صنفان من الرياح هما الغربي شتاء وشرقي صيفا يتفرعان حسب الرايس إلى ست عشرة نوعا يعددها كما يلي:الشرقي /البراني /الشرقي البراني /الشلوق /الشرقي شلوق/ القبلي/ قبلي شلوق /شمالي(سماوي) /سماوي براني/ شرش /سماوي مشرش /غربي / الباش /غربي الباش /قبلي (جنوبي) /قبلي الباش.تبلغ الرياح ذروتها في الربيع وخاصة في الحسوم.في فترة الغربي تقوى الرياح صباحا وتضعف مع الغروب ويتداول البحارة مثلا في ذلك(يبات في حضن امه)في فترة هيمنة الشرقي يضعف الريح صباحا ويقوى بعد الزوال ويقال (يتقرع البحر او يفرشك الريح) يتعامل البحار الماهر مع كل هذه الرياح بحنكة وحكمة ولكل ريح احكامه اذ يحتاج القارب الشراعي لريح القبلي للدفع به في البحر في وتكثر الاسماك في فترة هبوب الشرقي والبراني عكس الباش فتقل معه الاسماك مهما كان الشهر الذي يهب فيه ويتداول البحارة مثلا في ذلك (الباش يطير الحوتة من القرْبَاشْ) ويسمى نَفَّايْ وتتسبب بعض هذه الرياح في اضرار للبحارة فالباش والسماوي يتسببان في تضرر الزرايب والشباك والدراين بالاتلاف وجلب الاوساخإن نقل هذه المعارف من جيل إلى جيل يعكس العلاقة العميقة والمتجددة بين الإنسان والطبيعة، ويعزز من قدرة المجتمعات على التكيف مع تغيرات الطقس في ممارسة مختلف أنشطتهم.